يُعد التسويق الجيد من أهم عوامل نجاح أي مشروع، فهو الذي يصل بالمشروع إلى الجمهور المستهدف ويساعد على استقطابهم لتحقيق النجاح. ويصاحب التسويق الجيد خطط تسويقية جديدة مدمجة مع أفكار ترويجية للمطاعم من أجل اقناع الجمهور وجذب انتباهه خاصة عند دخول سوق مزدحم.
والأمر لا يتوقف مع التسويق على افتتاح المكان كمعظم الخطوات، فهو يصاحب المطاعم على مدار عملها ويتوجب خلق أفكار ترويجية لزيادة مبيعات المطاعم من خلال خطط تسويقية مستمرة تتناسب مع المكانة التي وصل إليها أي مطعم وكل مرحلة. ولعل التسويق الناجح في أغلب الأحيان، يكون التسويق المجنون الذي يحمل أفكارًا غريبة لجذب الجمهور وحثهم على تجربة ما يقدمه المطعم.
ولذا، في هذا المقال سنأخذكم في جولة حول كيفية صناعة خطط تسويقية وابتكار أفكار ترويجية كلاسيكية أو مبتكرة لزيادة مبيعات المطاعم وبالتالي تحقيق أكبر فائدة للمطاعم هذه.
خطط تسويقية للمطاعم مع أفكار لزيادة المبيعات
في البداية، من المهم الحديث حول ضرورة وجود هوية خاصة بالمطاعم، لأن ذلك يخلق صورة ذهنية مسبقة للجمهور في المستقبل. فبمجرد طرح الاسم لاحقًا أمام الجمهور على سبيل المثال سيفهم سريعًا ما يعنيه المكان، أو حتى عند رؤية الشعار سيكون هناك صورة ذهنية مسبقة حول المكان ويستطيع من خلالها تذكر اسم وشكل المكان. ويأتي ذلك كون هوية المكان تعزز من إنشاء قصة حوله، والقصة الناجحة تجعله يبقى خالدًا. وذلك ما تساعد أول خطة تسويقية لصناعة هوية المكان في بنائه، ثم يتبعها أفكار ترويجية أخرى لتأكيد وتعزيز النجاح الأولى.
كما ذكرنا آنفًا، فإن تدشين هوية للمطعم من اسم وشعار يرفع من جاذبية المطعم ويزيد من احتمالية تذكر الجمهور له باستمرار، وما يرفع من قيمة هذه الهوية القصة المصاحبة لها والتي دائمًا ما تبدأ بجملة تصبح جزءًا من المكان وقصته؛ فعلى سبيل المثال إذا كان هناك مطعم للوجبات السريعة يعتمد على توصيل الطعام فقط، فربما يستخدم شعارًا مثل “معاك في كل مكان” أو “معنا انسى الجوع”. وهذه المقولة أو الشعار الخاص ستجعل الجمهور يتذكر المطعم بمجرد ذكرها، وبذلك فهي القاعدة التي تُبنى عليها العملية التسويقية إن صح التعبير.
أصبحت شبكات أو وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من أي عملية تسويقية، لأن ما تقدمه من سرعة وصول للجمهور وآلية لاستهداف الفئة المطلوبة يتجاوز ما تقدمه الوسائل التسويقية الأخرى لاسيما الكلاسيكية منها. وبذلك فإن أي خطط تسويقية للمطاعم من المفضل أن توفر أفكار لجذب الجمهور قبل عملية الافتتاح من خلال عبارات ترويجية جديدة ومبتكرة.
وتحوي أفكار تسويق المطاعم أساليب مثل التشويق لقوائم الطعام “منيو” أو إطلاق مسابقات توقعات عن هوية المكان المراد افتتاحه.
ربما عند الحديث عن المطاعم، فإن انستغرام تعتبر المنصة الأمثل لما تقدمه من خيارات مساعدة، مثل سرعة الانتشار، إمكانية إضافة الصور، إضافة مقاطع الفيديو، أو حتى القدرة للوصول للجمهور المستهدف.
وتمثل الصور الملفتة للانتباه على انستغرام أفضل وسيلة لتسليط الضوء على جاذبية “فالعين تأكل قبل الفم” كما يقول المثل.
الشبكة الأكثر انتشارًا في العالم، لكنها مناسبة في أسواق محددة أكثر من غيرها. وبالرغم من ذلك، فهي مؤثرة إلى أبعد درجة على نتائج المطاعم لما تقدمه من خيارات لإنشاء صفحات خاصة وإمكانية وصول المحتوى لأكبر عدد ممكن من خلال التفاعل على المنشورات أو حتى عند استخدامها للإعلانات.
ليست المكان الأفضل لنشر الصور الجذابة والمميزة، لكنها منصة مؤثرة للحديث عن المكان من خلال المشاهير أو المؤثرين.
وتعتبر المنصة مكانًا مميزًا للحديث عما يدور خلف الكواليس لتشجيع الجمهور على التفاعل والذهاب للمكان.
سرعة انتشار رهيبة حققها تطبيق تيك توك خلال الفترة الماضية، ولعل آلية عمل التطبيق وخوارزميات الذكاء الاصطناعي فيه جعلا من إمكانية الوصول للجمهور أسهل.
وبذلك يمكن استخدامه لصناعة مقاطع قصيرة مشجعة للجمهور وتحفيزهم على تجربة بعض الوجبات مثلًا أو تسليط الضوء على جمالية المكان.
منصة مهمة لنشر وتسويق الوصفات المبتكرة والصورة المميزة، وهي منصة تمكن من استهداف بعض الفئات بطريقة مثرية.
ويجدر القول إن استخدام الوسوم “الهاشتاغ” في المنشورات على جميع الشبكات الاجتماعية، يُعد عاملًا أساسيًا للوصول إلى الجمهور المستهدف.
فعندما يكون هناك مطعم بيتزا، فمن الأفضل استخدام وسوم مثل “# بيتزا – #بيتزا-مارغريتا” وغيرها بما يتوافق مع والطعام.
ترفع المسابقات من قيمة التفاعل في أي مكان، لكن على شبكات التواصل الاجتماعي يتضاعف هذا التفاعل، وهو ما يساهم في تسريع انتشار اسم المطعم، وبالتالي الوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية.
وكلما كبرت القاعدة الجماهيرية، فيمكن تحويل هذا الجمهور لعملاء يرفعون من قيمة الإقبال على المطعم وتحقيق دخل إضافي.
تساعد الإعلانات دائمًا في لفت نظر الجمهور، سواء الجمهور القديم وتذكيره بالمكان أو الجمهور الجديد من أجل استقطابه لأول مرة.
وتشمل الإعلانات عدة أنوع بين النوع المرئي، والمطبوع مثل اللافتات والإعلانات الورقية، وإعلانات شبكات التواصل الاجتماعي.
إعلانات شبكات التواصل
وهي أكثر أنواع الإعلانات انتشارًا، حيث يمكنها الوصول لعدد كبير من الجمهور بأقل التكاليف خاصة على فيسبوك وانستغرام.
رغم أن معظم المطاعم حاليًا تركز على الشبكات الاجتماعية، إلا أن إنشاء موقع إلكتروني يرفع من قيمة المطعم أمام الجمهور، كما أنه يسهل على الجمهور الوصول إلى جميع الشبكات الاجتماعية من خلال تضمينها فيه، وإمكانية وصولهم إلى قائمة الطعام، وغيرها من الأمور.
وكذلك يضع وجود الموقع الإلكتروني فكرة في ذهن الجمهور بأن هذا المطعم يملك إمكانيات عالية، وبالتالي يعزز من قبولهم.
إذا توفر الموقع الإلكتروني، فمن المهم النظر في قدرته على المنافسة في محركات البحث والوصول أسهل للمستخدمين من خلال تحسين الـ (SEO)، وهو ما يساعد الجمهور بالوصول مباشرة للموقع بمجرد البحث في جوجل.
ويمكن القول إن إضافة مدونة داخل الموقع للحديث عن الطعام والمطعم يساعد بوصول الجمهور أسرع من خلال محركات البحث.
المطاعم الكبيرة أصبحت تطلق تطبيقاتها الخاصة، حيث أن تلك التطبيقات تساعد الجمهور على التعرف عما تقدمه المطاعم وأسعارها وتتيح إمكانية الطلب منها بسهولة عبر الإنترنت، وهي خطوة مهمة لاكتساب فئة جديدة ربما لا تفضل الذهاب للمطاعم نفسها.
وهذا يعني أن إطلاق المطعم لتطبيقه الخاص سيرفع من الوصول للجمهور حتى بدون حضورهم مباشرة للمكان أو إعجابهم بالشبكات الاجتماعية.
تعزز خدمة توصيل الطعام من إمكانية استقطاب فئة من الجمهور – أولئك الذين لا يفضلون الذهاب للمطاعم. وهو ما يوفر زيادة بالمبيعات دون تقديم خدمات إضافية للجمهور عند حضورهم للمكان ويقلل الضغط على فريق العمل خاصة في فترات الازدحام.
وجود قائمة طعام رقمية عبر الموقع، التطبيق، أو حتى التطبيقات الخارجية، يساعد الجمهور بتجربة أكبر عدد من الوجبات المقدمة بالمطعم.
ويعني ذلك فرصة أكبر لإعجاب الجمهور بوجبات المطعم، وبالتالي تحسين مبيعات بعض الوجبات وتحسين الدخل من خلالها.
ويمكنك إنشاء قائمة رقمية بنفسك خلال دقائق قليلة من خلال منصة قائمتك الرقمية Qaimatak.com
يفتح الاشتراك في تطبيقات توصيل الطعام قنوات دخل جديدة لم تكن متوفرة في السابق، ووجود المطعم فيها يعني الحصول على جمهور جديد ربما لم يكن يعرف عن المطعم قبل استخدام التطبيق.
تشجيع الجمهور على كتابة مراجعاتهم حول المكان على شبكات التواصل أو جوجل يعني إثبات وصول الجمهور للمكان وتجربتهم وجبات مختلفة، وبالتالي يسهل على الفئة التي لم تجرب المطعم من تجربته.
ويساعد تقييم المطعم المرتفع كذلك من ظهوره أكثر للمستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي أو ضمن محرك بحث جوجل.
يعبر الرد على مراجعات الجمهور عن اهتمام المطعم بزبائنه وحرصه على تحسين تجربتهم باستمرار، وهو ما يشجع بجذب المزيد منهم.
إضافة معلومات الموقع على جوجل يصادق على وجوده فعليًا خاصة عند إضافة معلومات المكان على خرائط جوجل، ما يجعل من وصول الجمهور للمكان أسهل.
كما أن وجود اسم المكان بمحرك البحث يعزز من ظهوره للجمهور بمجرد البحث عن مطاعم لتجربتها في مكان محدد.
تعزز برامج الولاء من شعور الجمهور بأهميته، وبالتالي ترتفع ثقته بالمكان وإمكانية الحفاظ عليه لأطول فترة واستخدام بجلب زبائن جدد.
تعزز العروض من جذب فئة لا بأس بها من الناس، فالخصومات على الوجبات وتقديم وجبات إضافية بين الحين والآخر ترفع من إمكانية تجربة الجمهور للمطعم بأقل التكاليف، وبعدها يستطيع المطعم تحويل التجربة إلى إيرادات مستمرة عبر تحويل الجمهور إلى عملاء من خلال جودة ما يقدمه.
يُعد التسويق عبر المؤثرين من أحدث الطرق القوية للتسويق، فهو يعبر عن قصة تجربة حقيقية يراها الجمهور أمامهم، وبالتالي تنعكس ثقتهم بالشخص على ثقتهم ما يقدمه المطعم، ما يرفع من إقبال الجمهور عليه.
ويمكن الوصول للمؤثرين بشكل مباشر لطلب مساعدتهم، أو من خلال منصات مخصصة مثل دولفينوس وعربي آدز وغيرها من المنصات.
لا تقل هذه الخطوة عن الخطوة السابقة، لكنها هنا تركز على المتخصصين في الحديث عن الطعام، وبالتالي الوصول لجمهور مستهدف أكبر من محبي تجربة الطعام، وهو ما يحقق نتائج إيجابية أكبر.
وربما يكونوا الأشخاص هنا كتاب، معلقين صوتيين، أو أصحاب قنوات يوتيوب، وبالتالي ليسوا من نوع المؤثرين العاديين على شبكات التواصل.
من الضروري لأي مطعم وضع لوحات إعلانية عند المكان أو في مناطق بعيدة على الطريق للدلالة على وجود مطعم معين، وهو ما يساعد بجذب انتباه جمهور ربما يكون لأول مرة في المكان من المسافرين أو السائقين على الطريق.
لعل هذه النقطة يغفل عنها الكثيرين، لكنها مؤثرة بطريقة غير مباشرة على المطاعم وغيرها من المشاريع كونها تساعد في ظهور اسم المطعم مرارًا وتكرارًا أمام الناس.
فوجود علاقات عامة قوية وبيانات صحفية منشورة باستمرار حول آخر التطورات على المواقع الإخبارية، تساعد بتذكير الناس بأهمية المطعم.
ترفع المناسبات العامة مثل الأعياد من خروج الناس إلى أماكن ترفيهية بينها المطاعم، كما تساعد بطلب الطعام في بعض الأوقات بسبب قلة الوقت لإعداد الطعام، وهو ما يرفع من استقطاب المطاعم للناس في تلك الفترات.
لكن يمكن القول إن إقامة فعاليات بالتزامن مع المناسبات العامة يساعد باختيار الناس لمكان على آخر، لذا فهي مهمة لاستقطابهم.